كان ابونا داود المقاري طموحا عندما فكر في بناء كنيسة علي اسم السيدة العذراء ووضع في اعتبارة الا تقل المساحة عن 1500 م لتكون كمؤسسة روحية ضخمة و عندما زارة الشماس نظيم مقروفيوس في الدير عقب ظهور نتيجو انتخابات الكرسي البطريركي و التي فاز فيها الانبا يوساب فاجاءه ابونا داود المقاري بان هذة ارادة الله و انة سيبني كنيسة علي اسم السيدة العذراء و طلب منة البحث عن قطعة ارض مناسبة و ابلغة الشماس نظيم بانة وجد قطعة ارض بالقرب من كنيسة سانت تريز بشبرا مساحتها 600 م فقال له إن هذة المساحة صغيرة و أخذه الي شارع طوسون و قال لقد وجدنا ضلتنا المنشودة …. فقد أعلنت الشركة العقارية عن تقسيم حوض طوسون باشا رقم 8 و هو الحديقة المحيطة بمدرسة شبرا الثانوية الاميرية… و كان الحجز بكشك خشبي بجوار جامع خضر …و اختار ابونا داود 6 قطع و تعجب الشماس نظير فقد كان يعلم انة لا يملك أكثر من 130 جنيها ثم ذهبا الي الارض ووجه نظرة نحو الشرق و رشها باماء و صلي و قال هنا كنيسة باسم السيدة العذراء … و بدء من مارس 1947 بدا في نشر اعلانات بمجلة “الانوار” لحث الاقباط علي المساهمة في بناء الكنيسة و التي تضم قاعة محاضرات و مكتبة اطلاع و دار للايتام….
و لان ابونا داود المقاري كان قبل رهبنته وكيلا لجمعية اناء الكنيسة فقد كانت البداية ان تكون الكنيسة ضمن مشروعات الجمعية و مما لا شك فيه ان القس داود المقاري بين صفوف الجمعية كان عاملا رئيسا في التفاف القلوب حولة و سخاء العطاء و سرعة البناء خاصة انة نال
ثقة الكثيرين و اذدادات شعبيته بعد بعد ترشيحه للبطريركية و تشكلت لجنة للاشراف علي جميع التبرعات…
و رغم قلة الامكانيات لسداد اقساط الارض للشركة العقارية التي قسمت و باعت الارض و الصعاب التي واجهت الجمعية عند سداد كل قسط إلا ان أبانا داود المقاري بفكرة الكتابي لم ينحصر في مشكلة سداد الاقساط بل إلي أعمال البناء و إقامة المشروعات و الخدمات واثقا في يد الرب القوية و ذراعه الرفيعة و ان بركة الرب تغني و لا يزيد معها تعبا….
و اختار أن يبدأ أعمال البناء في هذا المشروع الجديد في عيد شفيعه القديس مقاريوس الكبير في 20 مسري 1663 الموافق 26 أغسطس 1947 وسط احتفال كبير بدأ بصلاة الشكر و قام علي اعداد التصميم و المتابعة الهندسية المهندس عدلي بطرس و في عيد النيروز أي بعد 16 يوما من بدء أعمال البناء أقيم سرداق كبير علي هذة الارض للاحتفال بعيد رأس السنة القبطية و توالت أعمال البناء جنبا الي جنب مع اقامة عديد من الانشطة الروحية و الاحتفالات باعياد القديسين و كانت الكنيسة – و هي ما تزال ايضا – مصدر اشعاع للنهضات الروحية و الاحتفالات الدينية و الوطنية في تلك الفترة… و رغم غياب القس داود المقاري بدير الانبا انطونيوس بالبحر الاحمر بناء علي أمر غبطة البابا يوساب الثاني فإن العمل لم يتوقف … و اتفق راي أعضاء الجمعية علي أن تفتتح القاعة المريمية الملحقة بالكنيسة في عشية عيد السيدة العذراء – حالة الحديد-في 21 بؤونة 1664 الموافق 28 يونيو عام 1948 و التي كانت عبارة عن حوائط لم تكتمل و أعمدة خرسانية و الارض لم يتم تبليطها و سقف القاعة بالجريد و الحصر و كان احتفالا بهيجا مباركا
حضره لفيف من الشعب و علي راسهم ” حبيب باشا المصري” و الذي كان وكيلا للمجلس الملي العام…
و بعد تكريس الكنيسة لم تهدأ حركة البناء فقد شرعت اللجنة القائمة علي ادارة الكنيسة في تسقيف هياكلها و تم التسقيف للكنيسة كلها برغم انشغال اللجنة في هذة الفترة الحرجة بالقضية المرفوعة من الشركة العقارية ضد جمعية ابناء الكنيسة و عدم استقرار العلاقة بين لجنة الكنيسة و بين مجلس ادارة الجمعية… و ما إن حل عام 1951
لم يكتف ابونا داود المقاري بذلك بل في اثناء تشطيب الكنيسة بالدور الاول بدا في بناء سلم الدور الثاني رغبة في البدء لبناء الدور العلوي لتكون علي مثال الكاتدرائيات العظيمة و انتهز فرصة الاحتفال بعيد الرسل في 12 يوليو عام 1952 و كانت الكنيسة مكتظة بالمصلين ووقف يعلن انة ابتهاجا بهذا العيد رات الكنيسة ان تبدا العمل في بناء الدور العلوي للكنيسة و لذا سيقومون بتطقيس ديني في مكان البناء و فعلا تقدم الاباء الكهنة ثم الشمامسة يحملون المجامر و الصلبان و الايقونات و خلفهم الشعب بنظام دقيق… و صعد الجميع للدور العلوي علي نغمات الالحان الكنسية و زغاريد النساء. و تقدم الموكب الكنسي الي اقصي الشرق حيث مكان الهيكل و صلي القس داود المقاري صلاة الشكر ثم نثر مياه اللقان المتبقية بعد الصلاة وسط ابتهالات الجميع
و ابتهاجهم و بعد ان وزع خدام الكنيسة اكواب الشربات و الحلوي انصرف الجميع بسلام…..
و منذ ذلك اليوم بدات ايدي العمال ما شباب الكنيسة في البناء بكل همة حتي نهاية 1953 و اكتملت الكنيسة بهياكلها و قبابها و المنارتان “المبني الخرساني” و نظر ابونا داود الي فوق و قال “كفاية كدة” و لم يكن احد ان هذة الكلمات اشارة الي انتقالة بعد ان اطمان علي اكتمال البناء وأدي رسالته التي جاهد من اجلها…