1_ ابونا داود المقارى
مؤسس الكنيسة واحد رواد الاصلاح فى القرن العشرين، ولد الطفل وديع سعيد بالقاهرة عام ١٨٩٤ وحصل على البكالوريا عام ١٩١٣ ،عمل موظفا بوزارة الصحة حتى ترقى لمنصب مدير سكرتارية وكيل وزارة الصحة، كان شابا عابدا مخلصا محبا للصلاة وللكنيسة الارثوذكية وطقوسها، اثناء عمله التحق بكلية الحقوق وحصل على الليسانس عام ١٩٢٧ ثم اكمل فى الدراسات العليا ليحصل على دبلومين فى القانون العام والعلوم الاقتصادية والسياسية ، شارك فى تأسيس جمعية السلام القبطية بالفجالة وفى عام ١٩٣٠ صار عضوا بمجلس ادارة ملجأ الايتام القبطى ، ثم انضم لجمعية ابناء الكنيسة القبطية والتى اهتمت بشراء ارض الكنيسة وبنائها،رسم شماسا بيد الانبا متاؤس اسقف الجيزة حينذاك، واثناء خدمته كشماس اهتم بطباعة خولاجى باللغتين العربية والقبطية يحمل الثلاثة قداسات وايضا اهتم بطباعة اجبية تحمل الصلوات النهارية والليلية ، اهتم ايضا بطباعة تفسير رسالة معلمنا بولس الرسول الى اهل رومية بحسب تراث الاباء، وبعض عظات القديس يوحنا فم الذهب، كان يهتم جدا باللغة القبطية ويعمل جاهدا فى نشرها ويلقى كلمات وعظات بها،ويترجم منها واليها،صمم حروف للالة الكاتبة تكتب بالقبطية وتم تنفيذ مشروعه بالمانيا بمشاركة صديقع العلامة يسى عبد المسيح، منعته ظروف الحرب العالمية فى ذلك الزمن واثارها على حركة التجارة واسعار الورق من استكمال مشروعه فى طباعة الكتاب المقدس كله باللغتين العربية والقبطية ،لكنه نفذ طباعة سفرى التكوين والخروج من العهد القديم وجميع اسفار العهد الجديد، عمل معرضا لما نشره من ثقافة قبطية زاره البابا يؤنس الاسبق وابدى اعجابه وتشجيعه لهذه المنشورات، ولثقة الكنيسة به دعته سكرتيرا للجنة ترشيح وانتخاب الاب البطريرك بعد نياحة البابا كيرلس الخامس، كما انه كان عضوا فى اتحاد الجمعيات القبطية.
ترك وديع سعيد كل هذه الخدمات والوظائف والانشطة متجها الى برية شيهيت وتحديدا الى دير القديس العظيم ابو مقار ليصير راهبا باسم ابونا داود المقارى عام ١٩٣٤، بعد نياحة البابا يؤنس اجتمع محبيه وتلامذته لترشيحه للجلوس على الكرسى البابوى خلفا للبابا يؤنس، مما جعل شيطان الشك يوسوس فى قلوب البعض ليشككوا ان رهبنته كانت فقط بدافع الترشح للبطريركية ،ولكن بعد تجليس البابا مكاريوس اعترف برهبنته جهارا مدافعا عن دوافعه، ورسم فى عهده قسا بيد الانبا توماس مطران طنطا انذاك وسكرتير المجمع المقدس، ولكن بعد نياحة الانبا مكاريوس عام ١٩٤٥ قام محبيه مرة اخرى بترشيحه للجلوس على كرسى مارمرقص،مما جعل البابا الجديد غير راض عليه،فعانى من ظلم شديد من المحيطين بالبابا وحاشيته، ولكنه ولانه رجل صلاة ولا يبحث عن كرسى او مركز اهتم بالعمل الايجابى البناء فى هذه المرحلة واصدر مجلة الانوار باللغة القبطية لينشر العقيدة والطقس والثقافة المسيحية الارثوذكسية، اقام ملجا اسماه دار النعمة، كلف محبيه بانشاء مطبعة لطباعة مجلة الانوار، اشترى مع الجمعية ارض الكنيسة واهتم ببنائها ونقل اليها ملجأ دار النعمة ليصير بيت النعمة، وترجم مجلة الانوار للغة الانجليزية ليقرأها كافة الفئات المثقفة فى مصر وخارجها.
بعد بنائه للكنيسة اصر ان يصلى فيها قداسات معظم الايام حتى انه خصص قداسا اسبوعيا مبكرا لطلبة مدرسة شبرا الثانوية وقداسا خصيصا للعاملة بمهنة الحلاقة والكوافير صباح كل يوم اثنين ، قدم نموذجا لشعبه فى الصوم والنسك والطهارة والوداعة، اراد الله ان يظهر عظمته فأجرى على يديه معجزات كثيرة خصوصا فى شفاء الامراض، بجانب ايجادته التامة للغتين العربية والقبطية كان يجيد ايضا الانجليزية والفرنسية والالمانية ،فكان واجهة مشرفة للكنيسة، كان محبا للتسلحة يستيقظ مبكرا جدا ويقف عند عمود معين يصلى التسبحة بكاملها فجر كل يوم كعادة الاباء الرهبان بالدير، من نسكه انه كان يدفع ثمن قربانة الحمل التى ياخذها ليوزعها على الشعب كان يدفع ثمنها من معاشه، وقف ببسالة ووداعة يصد محاولة طمس الهوية القبطية وزحف الطوائف التى وردت الى مصر مع الاحتلال الفرنسى والانجليزى.
فى يناير عام ١٩٥٤ اعد لسهرة احتفالية كبيرة فى تذكار البابا كيرلس ابو الاصلاح، ودعى لها احبارا واباءا من كل مكان ، كما دعا شخصيات عامة على رأسها الرىسس محمد نجيب رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت، ولكنه احتفل بهذه المناسبة فى السماء حيث دعته فلبى النداء لينتقل مساء يوم ٣٠ يناير ١٩٥٤، ولتعلن السماء انه خليفة ابو الاصلاح، كان عمره لم يصل الى الستين حين انتقل بلا مقدمات مرضية فكانت جنازته مظاهرة حب عجيبة من كل اطياف الشعب المصرى افرادا ومؤسسات ،اختفى الاسفلت فى شارع شبرا تحت اقدام الاف المشيعين لجسد ابونا داود المقارى ،والذى سعى خليفته القمص يوحنا عبد المسيح باخذ تصريح رسمى لاعادة ودفن الجثمان الطاهر فى كنيسة العذراء التى تعب فى بنائها وخدمة اولادها، ومحن ابناؤه مازلنا نتبارك بسيرته ومزاره وصوره بالكنيسة كل يوم
Check Also
أية اليوم الخميس 2024/9/19
مَنْ يَرْحَمُ ٱلْفَقِيرَ يُقْرِضُ ٱلرَّبَّ، وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ. أَمْثَالٌ 17:19